العمل الحر في المغرب: مستقبل واعد لمواجهة البطالة وتعزيز الكفاءات

0 72

الأستاذ عبد المجيد شراس
أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ببني ملال
جامعة السلطان مولاي سليمان
مؤسس بالشراكة لمنصة العمل الحر المغربية NSAYBLIK.com

في ظل التحديات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، بات العمل الحر (Freelancing) يشكل حلاً مبتكراً لجيل جديد من الشباب المغربي الطموح. هذا النمط من العمل، الذي يتيح مرونة غير مسبوقة وقدرة على الابتكار، يبرز كخيار مثالي لشريحة واسعة من المغاربة الباحثين عن بدائل للوظائف التقليدية.

العمل الحر بالأرقام

وفقًا لدراسة أجرتها منصة Hootsuite عام 2022، فإن 20% من الشباب المغربي يعملون في مجال العمل الحر، وهو ما يمثل نسبة مهمة تعكس التحولات التي يشهدها سوق العمل في المغرب. والأكثر لفتًا للانتباه أن 40% من عملاء هؤلاء المستقلين يوجدون خارج المغرب، ما يبرز الدور الكبير للعمل الحر في جلب العملات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

على الصعيد العالمي، العمل الحر لم يعد خيارًا محدودًا، بل أصبح اتجاهًا واسع الانتشار. بحسب تقرير Statista 2023، فإن 50% من الأمريكيين سيصبحون مستقلين بحلول نهاية 2023، مما يوضح أن هذا النمط من العمل لم يعد ظاهرة عابرة بل هو مستقبل سوق الشغل.

رأي الخبراء: المغرب بحاجة للتكيف

في حديثه عن هذا التحول، يقول الأستاذ عبد المجيد شراس، المؤسس المشارك لأول منصة مغربية للعمل الحر Nsayblik.com:

“العمل الحر هو مستقبل العمل، والمغرب بحاجة إلى التكيف مع هذا التحول لتلبية تطلعات الجيل الجديد الباحث عن الحرية والإبداع. تطوير الكفاءات المحلية والبنية التحتية الرقمية هو مفتاح النجاح.”

فرص وتحديات

من خلال العمل الحر، يستطيع الشباب المغربي تقديم خدماتهم في مجالات متنوعة مثل التصميم الجرافيكي، التسويق الرقمي، تطوير البرمجيات، والترجمة. هذا النوع من العمل لا يساعد فقط على خلق فرص عمل جديدة، بل يساهم في تطوير مهارات الشباب التقنية والمهنية. ومع ذلك، فإن دعم هذا القطاع يتطلب تعزيز البنية التحتية الرقمية وتوفير التدريب اللازم لتأهيل الشباب للمنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.

السوق الإفريقية: بوابة جديدة للعمل الحر

إلى جانب السوق المحلي، يمكن للمغرب أن يستفيد من إمكانيات العمل الحر لتوسيع خدماته نحو السوق الإفريقية. هذا السوق الناشئ يوفر فرصًا كبيرة للشباب المغربي لتصدير خدماتهم وتعزيز مكانة المغرب كمركز رقمي في المنطقة.

بنية تحتية رقمية ضرورية

لتعزيز هذا القطاع، ينبغي على المغرب التركيز على:

• تطوير منصات رقمية محلية تربط بين المستقلين والعملاء.

• توفير أدوات الدفع الرقمية لجعل العمليات المالية أكثر سهولة.

• تقديم برامج تدريبية لتحسين مهارات المستقلين وضمان تقديم خدمات ذات جودة عالمية.

مستقبل العمل الحر في المغرب

مع التغيرات العالمية في سوق الشغل، والعمل الحر الذي أصبح الخيار الأول للكثير من الشباب حول العالم، بات من الضروري للمغرب أن يواكب هذه التغيرات. العمل الحر ليس فقط حلاً للبطالة، بل هو فرصة لبناء اقتصاد رقمي قوي، يعتمد على كفاءات محلية قادرة على المنافسة عالميًا.

الخلاصة

العمل الحر هو أكثر من مجرد بديل عن الوظائف التقليدية. إنه نموذج عمل مستقبلي يتيح للشباب المغربي تحقيق أحلامهم وتعزيز استقلاليتهم، مع فتح الباب أمام فرص اقتصادية واعدة للمغرب ككل. الآن هو الوقت المناسب لدعم هذا القطاع والاستثمار في إمكانياته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.